يُعدّ العمل التطوعي قيمة إنسانية كبرى تعكس روح التضامن والتآزر داخل المجتمعات. وفي المغرب، يعتبر التطوع جزءاً متأصلاً من الثقافة الوطنية، إذ ارتبط عبر التاريخ بالمبادرات التضامنية في البوادي والمدن، حيث يجتمع السكان لمساعدة بعضهم البعض في الفلاحة والبناء والحصاد. اليوم، ومع التطور الذي عرفه المجتمع المغربي، أصبح العمل التطوعي منظماً أكثر من ذي قبل، بفضل الأطر القانونية، الجمعيات، والمنظمات الشبابية التي تسهر على تنظيم مبادرات مجتمعية تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع.
هذا المقال سيسلط الضوء على مفهوم العمل التطوعي في المغرب، أنواعه المختلفة، أهميته للفرد والمجتمع، إضافة إلى دوره في التنمية المستدامة، والتحديات التي تواجهه، ثم بعض المقترحات لتعزيز ثقافة التطوع بشكل أكبر.
العمل التطوعي هو كل نشاط يقوم به الفرد أو المجموعة، بشكل حر وبدون مقابل مادي مباشر، بهدف خدمة المجتمع أو مساعدة فئة معينة من الناس. في المغرب، يأخذ هذا العمل عدة أشكال:
القانون المغربي، عبر ظهير تأسيس الجمعيات (1958) والدستور (2011)، أعطى للمجتمع المدني مكانة مهمة، مما وفر إطاراً قانونياً يسمح بتوسيع العمل التطوعي وتنظيمه.
المغرب انخرط في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي وضعتها الأمم المتحدة، والعمل التطوعي يلعب دوراً محورياً في ذلك:
بهذا المعنى، التطوع ليس مجرد نشاط خيري، بل أداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة.
هذه الأمثلة تؤكد أن التطوع في المغرب ليس مجرد شعار، بل ممارسة واقعية لها أثر ملموس.